DE

السؤال الفلسفي و مسارات الانفتاح

 

Theme: السؤال الفلسفي و مسارات الانفتاح 

Author: BelagrouzAbderrezak

 

 

Perface
Table of contents
Bibliography

ما أسهل أن يكون الإنسان قاصرا

 

     ما أشد غرابة الفلسفة! في منشئها وصيرورتها وراهنها، وما لا تفقده الفلسفة في هذه المسارات إنما هو غرابتها وغُربتها؛ فهي على التحقيق سؤال الغريب عن روح عصره. فبالرّغم من أن المناحي الوضعية في التفكير تعتقد بأن تاريخ الفلسفة هو تاريخ تراجعاتها، وأن العقل العلمي هو الذي يعقُب العقل التأملي؛ إلا أن الفلسفة ما انفكت تذكّر حفاري قبرها بأنهم لن يستطيعوا الاستغناء عنها؛ فأسئلة القلق الفلسفي والمعنى

 

و القيمة بالرغم من سطوة أنظمة المعرفة العلمية قد انبعثت فيها الحياة من جديد، وماذلك إلا لأن الانسان المعاصر قد أضحى يفتّش عن إمكانات للحياة جديدة، بعد أفول الأمان الوجودي واغتراب الوعي الفردي في عصر الصناعة.

 

   إن مهمة الفيلسوف اليوم تتحدد لا باعتباره معايشا لقيم عصره أو مجرد شاهد عليها؛ بل أن ينخرط بقوة في نقدها وأن يكون الضمير السيىء لقيم هذا العصر، وأن يبدأ التفكير بطريقة مختلفة. لكن: ما هو السيئ في هذا العصر حتى يثور الفيلسوف عليه أوأن يدخل في مواجهة مع سماته ؟

 

   إن هناك كثرة متكاثرة من المفاهيم التي تتوارد علينا لا ندري كيف نتعامل معها أو نشتغل عليها أو نفك معاقدها، حتى لكأنها من فرط تواردها أدخلتنا إلى دائرة "خطاب الأزمة"، مع أن مفردة "الأزمة" وتضميناتها المعرفية لم تعد تمتلك مقدرة توصيفية وتفسيرية لصورتنا الثقافية الواهنة؛ وذلك لمحدوديتها وقصور إجرائيتها، فلنخرج إذن من دوائر "خطاب الأزمة" ولنستبدلها بمفردة أخرى تتوافر فيها هذه المقدرة التوصيفية

 

و التفسيرية. إن المفردة المؤهلة لاستئهال هذا المقام التوصيفي هي"الفتنة المفهومية الكبرى"، والفتنة بالمعنى المعرفي في هذا المقام هي ذهاب العقل وفقدان وجهته وقدرته على التدبير والتفكير.

 

إن المٌكتنه لما أنشأه المشتغلون في حقل الفكر الفلسفي العربي المعاصر سوف لن يجد سوى مومياء أفكار، يعتقدون بأنهم يشرّفون فكرة أو مشروعا عندما يحافضون على نقاوته الأصلية ومدلولاته الأولى، إنهم بتقليدهم للمفاهيم الفلسفية الغربية يُفرغون التفلسف من الحياة ويجمّدون نهر الصيرورة في انتظار ما تدفع به المجتمعات الأخرى من إبداعات مفهومية ، لذلك فإن أكثر المفاهيم المتداولة في حقول المعرفة الفلسفية العربية اليوم مفاهيم شاحبة ليس فيها دم الحياة، ولأنها شاحبة فهي لا تؤثر في ثقافتنا ولا تخلّص الإرادة من الوهن أوالتفكير من الاستعادات الحكائية. فأيّة حقيقة- لا تؤثر على الثالوث الاجتماعي: الأشخاص والأفكار والأشياء، هي حقيقة ميّتة، وكل كلمة لا تحمل جنين نشاط معيّن هي كلمة فارغة، كلمة ميّتة ومدفونة في نوع من المقابر نسمّيه:القاموس".

 

إن القيم المسمومة كالتوهّم في كونية المفهوم الفلسفي والاستجابة لنداء الشمولية الثقافية والفصل بين الفكر والحياة، هي التي على الفيلسوف أن ينخرط في نقدها وأن يدخل في مواجهة مع مسلماتها بخاصة وأنها منتشرة في شعب المجال التداولي الاسلامي العربي ، الذي يريد إنشاء فضاء فلسفي مخصوص في استشكالاته وتفكراته الموصولة بهذا المجال، لأن القيم السلبية تقطع عليه أسباب العطاء والامداد. وأمام هذا: مالم نسهم في إنشاء مفاهيمنا الفلسفية ابتداءا أو إعادة الاشتغال على المفاهيم المتواردة علينا بإعادة إبداعها وتصنيعها مرة أخرى؛ فلن نكون في مستوى الوفاء لمهمة الفيلسوف الأصلية أي: الانخراط في نقد قيم العصر والتفكير بحركة مضادة ثم التشريع لإمكان وجودي جديد.

 

   إن هذا الهم المعرفي والأخلاقي هو مدار المساءلات الفلسفية التي تتضمنها هذه المحاولة، بما هي مساءلات تتأسس على الايمان بأن السؤال في الفلسفة يبقى؛ في حين أن الجواب يفنى ، وأن الحاجة إلى الفلسفة اليوم لا تبدو بيداغوجية فقط؛ إنما حاجة مضاعفة وفي جميع الأنشطة النظرية والعملية، علينا أن نعيد الوصل بين الفلسفة والحياة بخاصة وأننا نشهد دخول البشرية إلى نمط وجودي خاص، سواء أكان هذا الدخول ماديا بفعل الإمكانات التقنية و التمكّنات العملية بما صار يعرف اليوم بالعصر الرقمي؛ أم بفعل تغيّر معادلة الاجتماع الإنساني وتعقّد العلاقات بين الثقافات المعاصرة، وتزايد الحاجة إلى إمكانات حياتية جديدة بالبحث عن أجوبة غنية بالمعنى تحقق التوازن النفسي و الأمن الأنطلوجي لتلك النفوس المتعطشة بحثا عن مسوّغات لوجودها، فضلا على إعادة الاعتبار لأسئلة المعنى و القيمة و المصير. وفضلا على هذا كله فالشعار الفلسفي القديم الذي يستهدف بناء عقل يسائل و يحلل و لا يسلّم دون دليل، من الأجدى والأقوى لنا بعث الحياة فيه، وهذا لهول ما تسببت فيه إرادة توحيد الرؤى و تنميطها، وانتشار ثقافة الأحادية الفكرية و الإثنية التفكرية والعنف الرمزي وتسطيح الوعي و تسليع أشكال التعابير الثقافية وحصر رحابة و تركيبة الظاهرة الإنسانية في بعد واحد هو: البعد اللّذي و الإيروسي والرغائبي.

 

من أجل هذا تأتي هذه المساءلات الفلسفية كيما تتبع نشاط السؤال الفلسفي بما هو نشاط نوعي في مساراته الانفتاحية على حقول الثقافة المتنوعة، من الاشتغال المفهومي وأسئلة الوجود والمعرفة والبحث عن الحقيقة بماهي المساءلات المعهودة في الممارسة الفلسفية، إلى دخول السؤال الفلسفي عالم الحياة المعاصرة بخاصة فضاء الميديا وفلسفة الاشهار وهيمنة الصورة؛ والنتيجة هي فقدان مملكة الحقيقة قيمتها، بماهي السؤال الخالد في حقل الفلسفة.

 

   ثم رصد نماذج من تأُوُّلات الفكر الفلسفي العربي المعاصر للحداثة ومابعد الحداثة، حيث يتمظهر أمامنا في صلة تقابلية نموذجين من الإرادة : إرادة التأسيس للحداثة في المجال التداولي الاسلامي العربي على ما يسعى "طه عبد الرحمن"؛ وإرادة الانفتاح على مابعد الحداثة عبر النسف النيتشوي لمشروع الحداثة ونعتها بحداثة الانحطاط على ما "يفكك ويحوّل علي حرب".

 

أما الناظم المنهجي الذي وزعنا فيه مادتنا العلمية في هذه المساهمة فإننا أرتأيناه أن يكون وفقا للمخطط الذي نرسمه تواليا :

 

الباب الأول: خصّصنا فيه البحث حول " انفتاح الفلسفة على الحياة : من الممارسة المفهومية إلى فلسفة الإشهار".

 

اختص الفصل الأول منه بالكلام في :سؤال المفهوم في الفلسفة (مقدمة لكل مَفهمة Conceptualisation يمكن أن تصير إبداعا)،استشكلنا فيه قلق الممارسة المفهومية في الفلسفة بين تصريح العبارة وإضمار الإشارة، ورصدنا فيهنماذج من التراث الفلسفي على الممارسة المفهومية؛ نموذج تأسيسي للمفهوم بالمعنى المنطقي بخاصة مع فلسفة المفاهيم السقراطية ووريثتها الأفلاطونية فيما بعد، ونموذج يسترجع هذا التأسيس بصورة نقدية لاذعة عن طريق وصله بالحياة واضطرامها على ما يؤوّل نيتشه nietzsche، ثم قفّينا بوضع الضوابط التي تجعل من فعل المفهمة بمعناه الإبداعي ممكنا، بفك الارتباط بين المدلول الاصطلاحي الفلسفي والمضمر الثقافي المستبطن بعناصره التأثيلية التداولية؛ ثم إعادة الوصل بين المضمر التداولي و العبارة الاصطلاحية في المفهوم الفلسفي؛ وهذا متى أرنادنا الخروج من الاستكسال العقلي إلى الاستنهاض الروحي .

 

     كما اختص الفصل الثاني بالكلام في: الفلسفة ومساراتها، بمساءلة دلالة صيرورة مفهومها وتجدّد مجالاتها وانقلاب علاقتها بغيرها من أنماط الوعي الأخرى : كالدين والفن والعلم، وأسهمنا في خاتمة هذه المقاربة بصوغ مفهوم للفلسفة لا يختزلها في تاريخها، إنما يستجمع فضلا على تاريخها التمرين على التفكير وفقا لقيم الفعل الفلسفي كالنقد و التحليل و السؤال والتجديد... ويكون الغرض من هذا كله: إرادة الوصول إلى الحق؛ وهذا صرفا للنشاط الفلسفي عن مناحي التفكير التي لا تعترف إلا بالصيرورة باعتبارها الثابت الوحيد. وهذا حتى يكون تفلسفنا تفلسفا موصولا بالصيرورة الغائية.

 

ثم انعطفنا في الفصل الثالث بالحديث في دخول السؤال الفلسفي إلى فضاء الميديا وتأويل دلالتها. وهذا هو مقصودنا بعبارة :انفتاح الفلسفة على الحياة. قمنا بتشخيص العلاقة بين الفلسفة الاشهارية وموت الحقيقة، لأنه في دائرة الوصلات الاشهارية يسود التمويه والتدبير الاحتيالي ويصبح الخداع والزّيف هو الحقيقة، وأنتجت هذه الآليات الاحتيالية ميلاد الواقع الفائق بماهو واقع لايتطابق مع مبدأ أوغاية، وحده الاصطناع والمصطنع مهيمنا.أما مسلك الخروج من متاهة هذه التوليتارية الاعلامية فهو الانسان التعارفي الذي مبناه التكريم القيمي والتخلّق الحي.و التعارف لا التواصل هو الذي يستعيد قيمة الحقيقة المطلقة بالمعنى التعارفي التي شوهتها ثقافة الانسان الأخير .

 

ويتناول الباب الثاني : قلق الفكر الفلسفي العربي المعاصر بين تأسيس الحداثة و الانفتاح على مابعد الحداثة.

 

وتفرّد الفصل الأول منه بالحديث في حدود مشروع الحداثة القيمية بالمعنى الذي طورها فيه " طه عبد الرحمن"، هذا المشروع الذي-برأينا- وقع فيما عمل على هدمه وفيما ظل يحاربه ؛ أي النظرة التجزيئية والتقويم التفاضلي لمكونات الفعل الحداثي المتوازن، وذلك لأنه يختزل الحداثة في المبدأ الأخلاقي، في حين أن الحداثة هي كل هذا جميعا :تركيب متآلف للأخلاق والحس الجمالي ومنطق العمل والصناعة أو التقنية، ولأن الفعل الحداثي يقتضي البنائية المتوازنة والتركيبية التكاملية، فإن هذه المحددات تندمج في منهج يعيد المفردات السننية الجزئية اللامتناهية الكثرة و التنوع و الاختلافإلى أنساقها ومداراتها الكلية المنتظمة، لذلك فالمنهج التركيبي التكاملي هو مسلك الدخول إلى دورة حداثية تتحقق فيها الشروط التالية: الأصالة والفعالية والاطرادية، وأي إخلال أو تجزيئ لهذه المحددات المنهجية توقع الفعل الحداثي في الاضطراب و اللاّفعالية والاهتلاكية.

 

   كما تفرّد الفصل الثاني بالحديث في نموذج من الفكر الفلسفي العربي المعاصر ينفتح على ما يسميه علي حرب الأفق الرحب لما بعد الحداثة ، وذلك بتوظيف مطارق النقد النيتشوي ومقولاته التدميرية لإيديولجيا الحداثة، وذاك عبر نقد المفهوم الميتافيزيقي للحقيقة وتوظيف المنهج الجينيالوجي والتنويع من استخداماته، ثم الخروج عن منطق الحداثة في التفكير بالبحث عن إمكان وجودي مختلف هو: ثقافة مابعد الحداثة التي تُفقد الوجود ماهيته وقداسته، وينخرط تبعا لهذا التأويل الفكر مع الحياة وتقلباتها وصدف صراعاتها التي لا تتجه إلى أية غاية ولا تتأسس على أي نموذج؛ لأنها إذ تقضي على فكرة الأصل تقضي في الوقت نفسه على فكرة الغاية، ويكون النموذج الجمالي أداة رئيسية من أدوات إدراك العالم وتأويله والتأثير فيه. غير أن انفتاح علي حرب على مابعد الحداثة عبر النسف النيتشوي لقيم الحداثة كما بدت لنا ليست قراءة مباشرة ؛ إنما هي قراءة متأثرة بتأويلات هيدجر له، ومتأثرة أكثر بالرؤية التفكيكية التي طورها جاك دريدا، واستلهم تقنياتها علي حرب، من هنا كانت قراءته لنيتشه متوسلة بنظارات جاك دريدا، إنها ذرائعية تجد ضمانتها في البحث عن متكإ رمزي، ولم يكن هذا المتكأ سوى نيتشه ككبش فداء لتبرير الاندراج في ثقافة مابعد الحداثة وتمجيد لغتها في الفهم و التأويل.

 

أخيرا خاتمة الكتاب تضمنت أهم النتائج المتوصل إليها، عنوانها : من استكسال العقل إلى استنهاض الإرادة .

 

وليس لنا في خاتمة هذه المقدمة سوى أن نلهج بالشكر للمولى تبارك وتعالى على تيسيره لنا في إتمام هذه المساهمة، وأن ينفع بهذا العمل كاتبه وقارئه، كما نسأله أن يوفقنا جميعا إلى مسالك الخير والحق إنه سميع مجيب.

 


مقدمة الكتاب:ماأسهل أن يكون الإنسان قاصرا!!

الباب الأول

انفتاح الفلسفة على الحياة:من الممارسة المفهومية إلى فلسفة الإشهار

الفصل الأول

سؤال المفهوم في الفلسفة:مقدمة لكل مفهمة Conceptualisation يمكن أن تصير إبداعا

أولا: دلالة المفهوم الفلسفي:من المعنى المنطقي إلى الانفهام التداولي

ثانيا: المفهوم الفلسفي والحياة:نحو إدراك التبريرات النّفسية والتاريخية للبناء المفهومي

ثالثا: أسرار تشكيل المفهوم الفلسفي:من التلقي إلى التصنيع

الفصل الثاني

الفلسفة ومساراتها: دلالة صيرورة المفهوم

فاتحة

أولا: الفلسفة وحقيقتها:قراءة في سيرورة المفهوم

1-في المعرفة الفلسفية اليونانية:أو سؤال الوجود

2-في المعرفة الفلسفية الإسلامية:أو العلم بالموجود و الإصلاح للسلوك

3-في المعرفة الفلسفية الحداثية:من محبة الحكمة إلى حكمة مؤسسة على علوم عصرها

4-في المعرفة الفلسفية المعاصرة:من ميتافيزيقا العلم إلى سؤال القيم

ثانيا:تجدّد مجالاتها:من الحكمة و العلم الأسمى إلى الانفتاح على اللاّفلسفة

ثالثا: انقلاب علاقتها بالعلم والفن والدين

خاتمة: أومساهمة في صوغ مفهوم للفلسفة

الفصل الثالث

فلسفة الإشهار و موت الحقيقة

بناء الإشكال

أولا: في البدء مساءلة أشكال الحقيقة ومراحلها

1-الحقيقة بما هي تطابق

2-الحقيقة بما هي قيمة

ثانيا:من التدمير الفلسفي إلى التدمير الميديائي

ثالثا:الواقع الفائق والحلقة الإيهامية

رابعا:فلسفة الميديا وتغّير نظام الأشياء

خاتمة:أوالإنسان التعارفي والإمكان الوجودي المتوازن

الباب الثاني

قلق الفكر الفلسفي العربي: بين تأسيس الحداثة والانفتاح على مابعد الحداثة

الفصل الأول

حدود مشروع الحداثة القيمية عند طه عبد الرحمن

فاتحة

أولا: الوصف المنهجي العام

1-تداخل الخطابين المأصول والمنقول في المشروع المعرفي

2-استعارة مفاهيم من الانتاج الفلسفي الغربي

ثانيا:مشروع علمي لتجديد مقاصد الشريعة وفينومينولوجيا القيم عند ماكس شلر

ثالثا:روح الحداثة:أوالحداثة مشروع غير منجز لدى يورغن هابرماس

رابعا:مشروع الحداثة القيمية:بين الاستحالة و الإمكان

الفصل الثاني

الانفتاح على الأفق الرحب لما بعد الحداثة: علي حرب أنموذجا

فاتحة:مابعد الحداثة والاستعصاء على التحديد

أولا:علي حرب ومابعد الحداثة:الانفتاح عبر النسف النيتشوي لقيم الحداثة

1-سؤال الحقيقة:من ميتافيزيقا المفهوم إلى المنظورية التأويلية

2-المنهج الجينيالوجي وتقنيات المنطق التحويلي:شراكة المهمة وتنويع الاستخدامات

3-في الخروج عن منطق الحداثة في التفكير

ثانيا: محنة الانسان الأسمى:نحو فاعل بشري جديد

ثالثا:المابعدحداثين العرب ونيتشه :تضليل الوسائط

خاتمة الكتاب: من استكسال العقل إلى استنهاض الإرادة

قائمة المصادر و المراجع

 

.....

              

Please publish modules in offcanvas position.