DE
vol19-n1.jpg

صدور العدد01 من المجلد 19 لسنة 2022

bsn-11.jpeg
log-11-02-24-mod.jpg

LPA Housing Announcement

pers.jpg
previous arrow
next arrow

Scholarship Offer by the Republic of Azerbaijan                                         China Scholarships Offers                                         Call for applications for scholarships in the Republic of Mauritius

السلوك اللغوي و الهوياتي بالمجتمعات المغاربية

 


Theme:السلوك اللغوي و الهوياتي بالمجتمعات المغاربية

Author:Hamadouche naouel

 

 

Perface
Table of contents
Bibliography

إن التفكير في السلوك اللغوي و الهوياتي بالمجتمعات المغاربية ، -الجزائري نموذجا-، قد بدأ منذ تحضيري لرسالة الماجستير و استمر إلى يومنا هذا . حيث أنه قد لفت انتباهي جملة التحولات، التفاعلات و التباينات التي تشهدها الساحة السوسيولسانية و الهوياتية الوطنية، الشيء الذي أدى وكضرورة منهجية أولية لمحاولة جمع كل ما يتعلق بالعناصر المفاهيمية للسلوكين ثم محاولة موقعتهما و الكشف عن آليات اشتغالهما في المجتمع الجزائري.

وعليه جاء هذا العمل الطموح – و الذي نُقح وطور ليخرج في هيئة كتاب - كمحاولة نظرية لفهم المبادئ العامة للتواصل اللغوي، من جهة و للتفاعل الهوياتي من جهة أخرى:

كل ذلك ليس ببعيد عن استعراض الأطر التي أخذت على عاتقها تفسير السلوك اللغوي و الهوياتي، منها السلوكي، العقلي المعرفي والتفاعلي الاجتماعي، تماما كما تمت معاينة الميادين و العلاقات التي لا يمكن لها تنفلت من استعمالات هذه السلوكات كالميادين الثقافوية و السلطوية و الإيديولوجية. ذلك باعتبار أن التواصلات اللغوية و الهوياتية بأنواعها ما هي إلا ترجمة لما يفكر فيه الإنسان، و من ثم فهي بإمكانها بطريقة أو بأخرى أن تكون مرآة للأحداث التي تقع على أرض الواقع. فالتصورات الإستعارية ذات دور هام في التحكم في السلوكات اليومية .

للإشارة، يعد الكتاب خطوة منهجية أساسية في للفهم الأبستمولوجي والمعرفي للظاهرة اللغوية و الهوياتية في الجزائر باعتبار انه يتعرض و بشكل كرونولوجي : لخصائصالمنظومة اللغوية و الهوياتيةضمن النظام التعليمي الرسمي من خلال حقب زمنية مختلفة، بحيث تم الخلاص إلى أنها في الجزائر كما في غيرها من البلدان، لم لتكن لتظهر، لو لا تزايد الطلب الاجتماعي للتعلم، أو على الأقل تزايد التجاوب من طرف أفراد المجتمع مع العرض التربوي المتاح .

فقد سُجل أن الجزائريون،و بالنسبة للغات مثلا: قد كانت لهم تجاوبات متذبذبة و ضيقة جدا مع مختلف صيغ التكوين غير الأصلية (الفنيقية، الرومانية و الإغريقية )، في ظل تغييب واضح للتكوين الأصلي (الأمازيغي) قبل مرحلة الفتح الإسلامي و ذلك عكس ما تم مع جل المؤسسات شبه – الرسمية التي أخذت على كاهلها مهمة التعليم في وأثناء مرحلة الفتح الإسلامي؛ ذلك حال المسيد ، الزوايا ، الكتاتيب و المدارس القرآنية .

الأمر، الذي ساعد على بلورة و لأول مرة لمرجعية تربوية محلية، ذاتية و مستنبطة من الواقع الاجتماعي والثقافي المميز للمجتمع و قتذاك.

مع وصول الاستعمار الفرنسي، تفاجأ الأهالي بتنفيذ مرجعية تربوية بديلة، تلك التي فرضتها السلطات الاستعمارية الرسمية، و قاموا حيالها في بادئ الأمر بقطيعة جذرية، ليتحولوا و بمرور الزمن لاستلهام صيغات تكييفية، محاولة منهم لمجاراة مختلف التحولات التي عرفها الواقع الاجتماعي و الثقافي و السياسي الذي ميز البلاد في هذه المرحلة.

هذا، و منذ مستهل الاستقلال و إلى يومنا هذا، حاولت الجزائر القيام بالتخلص من تبعات الإرث الاستعماري في ميدان التربية، التعليم، التكوين و الثقافة؛ خصوصا تلك التي كان لها انعكاسات سلبية على القطاعات الاجتماعية و الثقافية و الإنتاجية. هذه المحاولات التي ترجمت لإصلاحات دأبت على تطبيقها و إنجاحها ؛

هذا و قد أفضى تتبع طبيعة اتجاهات المكون الجزائري نحو اللغات الحاضرة ضمن الفضاء اللغوي العام نظريا، إلى أن الاتجاه الإيجابي نحو أي واحدة منها، لا يلقن، بل يُكوَن بشكل أساسي و منهجي لدى الأفراد. يتدرج (الاتجاه الإيجابي) في النمو، حتى يتجسد في الأخير على شكل سلوك يعكس مدى الألفة بينهم و بين تلك اللغة، و مدى إشباعها لحاجاتهم الاتصالية بها.

و عليه، و من خلال المتابعة الكرونولوجية لكيفية تكون الاتجاهات نحو اللغة العربية أو الفرنسية بل والأمازيغية مؤخرا. أمكننا استنتاج أن هذا الاتجاه لا يمكن إيعازه لمؤسسة أو لأخرى على حدى، بل يرد وبشكل تام لمختلف المؤسسات الثقافيو– تربوية بصفة متكاملة. ذلك حتى و إن كانت المدرسة، هي المؤسسة التي يسند إليها و بشكل رسمي مهمة تدعيم الاتجاه الإيجابي نحو لغة دون أخرى.

الشيء، الذي يؤكد أن كل لغة، إنما ترتبط ببيئة ما ارتباطا خاصا و من ثم لا يمكنها الوجود خارج العلاقات التاريخية و الاجتماعية، باعتبارها نتاج الممارسات الاجتماعية، فهي إذا تتشكل و تتميز عن طريق الظروف الجغرافية النفسية و الاجتماعية، الاقتصادية و الثقافية التي يعيش في ظلها مالكوا مهاراتها ومستعمليها.

بالتالي فالمكونون هنا يتفاعلون مع اللغات العربية، الفرنسية، الأمازيغية وفقا للحاجات التي يقوم المحيط العام تبعا للظروف المذكورة أعلاه بهندستها و من ثم تقرير وظيفيتها (ses fonctionnalités).

إن الحاجة لواحدة من اللغات، لاثنتين منهما أو لكلها، هي التي تقرر إذن تعلمها و من ثم اقتناء مهاراتها.

فيم أدى التعرض للهوية و هو الشق الثاني من جملة اهتماماتي العلمية ، فعلى غرار ما تم غلى مستوى الممارسة اللغوية، تم الاتجاه لتحليل مراحل و آليات التشكيل الهوياتي في الجزائر، باختلاف المرجعيات الثقافية، التي يستند  إليها، أمازيغية، عربية أو فرانكفونية، و قد تم الخلاص إلى أن : كل هوية، إنما تحاول إثبات شرعيتها التاريخية، من جهة؛ و تحقيق أكثر المكاسب لصالحها، أو استمرار فرض نفسها على الأقل، من خلال دوام مزاحمة كل هوية للأخرى، و محاولتها لإشعار الأخرى، بأنها لا تزال حيوية وصالحة لأن تكون إطارا مرجعيا من خلال استغلال كل الوسائل و الفعاليات لذلك .

و ما النظام التربوي إلا واحدا من هذه الوسائل، الذي يتبين بأنه يسير في كل مرحلة من المراحل التاريخية وفقا لهيمنة أحد الأطر الهوياتية؛ ومن ثم كونه أحد أهم الفضاءات الاجتماعية، التي يتم فيها الصراع أحيانا والتفاوض أحيانا أخرى بين مختلف الهويات الحاضرة، موازاة مع التحولات التي يعرفها النظام التربوي خصوصا و النظام المجتمعي عموما، السياسية منها، الاقتصادية أو الاجتماعية، إن كان على المستوى المحلي، الإقليمي أو العالمي.

و ما دام السلوك الهوياتي، و بشكل عام، ما هو إلا عبارة عن جملة استراتيجيات فردية أو جماعية، يتم تنظيم بموجبها علاقات الأفراد مع ذواتهم، و مع غيرهم ؛ فإنه تمت معاينة و في خضم السياق التاريخي الذي طبع تطور التشكيلات الهوياتية للجزائريين و تعاقبها، بأنهم أصبحوا اليوم، يطورون استراتيجيات هوياتية جديدة تتوازى و الواقع الجديد الذي أفرزته التحولات التي عاشوها.

هذه الاستراتيجيات الآخذة بعين الاعتبار المرجعيات التي فرضتها تفاعل ثلاثية الموقع الجغرافي، الفتح الإسلامي و الاستعمار الامبريالي،من جهة ؛ كما تمت معاينة، من جهة ثانية أن التشكيلات الهوياتية، تماما كاللغوية لا يمكن توكيلها لمؤسسة دون أخرى، بل تُرَد و بشكل شامل و متكامل لمختلف المؤسسات الثقافية التربوية ضمن السياقات التاريخية المختلفة.

ذلك، حتى و إن كانت المدرسة، أحد المؤسسات التي يتم فيها تطوير استراتيجيات التماهي، باعتبارها تنشط ضمن مجال يكتنفه التناقض، باعتبار أنها مؤسسة رامزة للدولة ، و من ثم فهي مسؤولة عن ترقية التشكيل الإيديولوجي و الهوياتي الرسمي من جهة ، و أنها مؤسسة مكونة و مسيرة بالأساس، اعتماد على العامل البشري المجتمعي، هذا الأخير الذي قد يملك إيديولوجيات هوياتية مواجهة و معارضة لتلك الخاصة بالدولة ،من جهة أخرى .

و أمام هذه المعطيات توصلت الى استنتاج ، أن ما عرفته مواجهة اللغات في الجزائر من جولات تبيانت بين العداء، التنافس تارة، التعديل و التسوية تارة و التداخل و التعايش تارات أخرى ؛ يكون قد حدث وبشكل مشابه، على مستوى الهوية و الذي اتسم بالتباين بين الرفض تارة منتجا بذلك حالات الامتناع و الإقصاء، القبول تارة، مسببا تناقضات و شروخ معقدة و الصراع تارات أخرى مفرزا، تراكم ضروب الحرمان ، العنف واضطراب الذات.

الأمر الذي، ساعد بشكل أو بآخر الجزائريين على التحول النوعي، على المستوى الهوياتي ، و دفعهم إلى عدم معاودة القبول بصيغة هوياتية، تقدم من تلك الجهة أو من أخرى أو اقتنائها دفعة واحدة .بل و على العكس راحوا ، يحاولون بناء هويتهم ضمن معارك الحياة اليومية التي يعيشونها.

فلم يبقوا أولئك الذين يتم التنظير لِمنْ هُم، تماما كما فعل الاستعمار الفرنسي، حين ضغط عليهم أشد الضغط، بشكل أجبرهم فيه على التقوقع ضمن الهوية العربية الإسلامية، أو كما فعلت السلطات الرسمية بعد الاستقلال، حين قامت بإكراه البعض من خلال الضغط على وعيهم و إجبارهم على التقوقع ضمن الهوية الأمازيغية؛ و فرض على آخرين و بشكل مناقض الانكماش ضمن الهوية الفرانكفونية و أصبحوا ، و كرد فعل يبحثون عن التحرر من الضغط. و من ثم تبني هوية خاصة بهم، لا هي إسلامية و لا هي علمانية، لا أمازيغية ولا فرانكفونية، بل هي نتاح لمزج كل ذلك في انتظار الدمج الهادئ و الفعال .            

 

....

.....

              

Please publish modules in offcanvas position.