bsn-11.jpeg
arcif111023.jpg
imagebusnises.png
fll-21-04-24.jpg
previous arrow
next arrow

المخطط الإستراتيجي للرقمنة الجامعة SDN

 

كلمة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي

التربية بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص، هما معا في قلب أحد تحديات المستقبل وتحولاته، وأعني بالمستقبل، المستقبل القريب جدًا، غدًا أو بعد غد. وهناك أيضًا أدوات وأجهزة وبنى تحتية وموارد بشرية، يجب أن ت ارفق هذه التحولات، بما في ذلك التحول الرقمي.

لم يقتصر تطور التكنولوجيا الرقمية على غزو فضاء الحياة العامة تدريجيًا، على الرغم من أننا لا نشك في ذلك قيد أنملة، بل نتج عن ذلك تعديل تصورنا إلى أبعد مدى، لدرجة دفعنا إلى إعادة التفكير بجدية في الكثير من المفاهيم، وفي الواقع نفسه، لقد زعزعت التكنولوجيا الرقمية العادات، من حيث طبيعتها، وكذلك كونها وفرت مساحة حرة ومفتوحة، يتم عبرها تبادل المعطيات ومعالجة جميع القضايا والمسائل بشتى أنواعها.

ففي معظم الأحيان وبدون علمنا، استطاعت أن تخترق حدود الإقليمية، وأن تكسر كل الحواجز، متجاوزة مفهوم سيادة الدولة، التي يجري الدفاع عنها غالبا بشدة. 

وبكل تأكيد، فإن ثمة واقعا قائما أفرز نقلة نوعية، معززة ومدعومة بحقيقة أن الموارد الرقمية أصبحت غير مادية، وغير قابلة للنفاذ لا بمرور الوقت ولا باستخدامها، ويتم تداولها بواسطة طرق المعلومات السريعة، كما أنها أصبحت مادة وموضوعا يخضع نزوات ومزايدة أولئك المضاربين، هذا من جانب، ومن جانب آخر، من طرف أولئك الذين يكرسون جهودهم لتطوير علم المعلومات بشكل عام.

 لعله من نافلة القول، التذكير في هذا السياق، بأن استخدام التكنولوجيا الرقمية جلب التقدم والخدمات، التي غدت في عالمنا اليوم ضرورية، ولا غنى عنها في الحياة البشرية.

هذا صحيح تمامًا، لكن يجب علينا من ناحية أخرى، أن نكون حريصين على عدم تغييب طرح السؤال الأساسي لإدارة الأخلاق، أي مسألة معرفة كيفية معالجة المعطيات في إطار التماسك الاجتماعي.

الاستراتيجية، أو بمعنى آخر، الأهداف التي يجب أن نضعها لترسيخ التكنولوجيا الرقمية بحكمة في مؤسسات التعليم العالي، وارفاقها بالشروط المربحة لتحقيقها، يجب أن تقودنا بحذر إلى وضع أنفسنا على هامش التقدم لإدخال هذه الأداة الفعالة ذات الإمكانات الهائلة.

فمن غير المعقول التحول بشكل مفاجئ بدرجة 180، دون الاهتمام بنقاط قوتنا وضعفنا، أو بعبارة أخر ى إد ارك مدى فرصنا في النجاح أو الفشل، إذ علينا أن نتحلى بالتصميم وبالعزيمة، وفي نفس الوقت، علينا توخي الحذر، لأن نجعل من هذا المشروع حقيقة واقعة.

 وفي هذا الصدد، سيصبح أفضل معيار ووسيلة شفافة، لتمكيننا من تقييم مؤسسات التعليم العالي، والحكم على جودتها من خلال قدرتها على دمج واستخدام الرقمية، وعليه فمن غير الجائز الآن تفويت هذه الفرصة.

لا يستند المخطط الرئيسي للرقمنة SDN الوارد في هذه الوثيقة، إلى إدارة الوازرة الوصية فقط، بل إن هيئة التعليم العالي برمتها معنية. وانني على قناعة، من أن كل مؤسسة يمكنها تسريع وتيرة التكامل الرقمي، لجعل خدماتها أكثر كفاءة، بما يتماشى مع مصالح الدولة ، وتمكينها من مواجهة تحديات التنمية المستدامة ، فلنكن جريئين ونساهم في نجاح طلابنا، وتطوير الإمكانات بكل ما نمتلكه من طاقات.

 وختاما، فمن الأنسب في هذا المقام أن أقتبس هذا المقولة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون:

"أفعالنا في الحاضر ستشهد على ما نحن عليه اليوم للأجيال القادمة"، وهذا ينطبق على جميع المجالات بما في ذلك الرقمية. المخطط التوجيهي هذا الذي وضع حيز التنفيذ اليوم، تم اعتماده بعد مناقشته واثرائه من طرف الندوة الوطنية للجامعات.

                                                                                                                                                           السيد كمال بدار ي